المرضى الذين تعرضوا للإهمال الطبي في مجالات طبية متنوعة، وخاصةً (في سياق حديثنا) الإهمال الطبي في علاجات الأسنان، قد يعانون من أضرار طبية ومالية ونفسية على حد سواء. هذه الأضرار قد تظهر في شكل: آلام، التهابات، إصابات عصبية، وضرورة إجراء علاجات إضافية ومعقدة أكثر، مما يؤدي إلى عجز طبي كبير وفقدان فعلي للقدرة على العمل، فضلاً عن أضرار أخرى تتعلق بالحاجة إلى مساعدة من طرف ثالث، وتكاليف طبية وعلاجية إضافية في محاولة للتخفيف من الأضرار الكبيرة التي تسبب بها العلاج الخاطئ.
ولا نتحدث فقط عن الأذى النفسي، انما أيضا عن الضرر الذي يلحق بالتقدير الذاتي نتيجة للإهمال الذي يؤثر على المظهر الجمالي للمريض، أو على سبيل المثال – مجرد فكرة انه تم خلع سن سليم أو أسنان سليمة كان من الممكن معالجتها وإصلاحها بشكل معتدل، وذلك دون أي سبب مبرر.
بالإضافة إلى ذلك، قد يجد المريض نفسه مضطراً لدفع نفقات مالية اضافيه يصعب عليه تحملها بسبب ذلك الإهمال ونتائجه الوخيمه.
في هذه المقالة، يمكنك أن تتعرف على ما هو الإهمال الطبي في علاجات الأسنان وما هي عواقبه.
من المهم أن يعرف كل من تعرض لإهمال طبي في علاجات الأسنان أنه يحق له رفع دعوى ضد الطبيب الذي أهمل في عمله والحصول على المساعدة القانونية لذلك.
كيف يمكن ان يتجلى الإهمال الطبي في علاجات الأسنان؟
الإهمال الطبي في علاجات الأسنان ممكن ان يتجلى، على سبيل المثال، عندما لا يعالج طبيب الأسنان المريض بالعلاج المناسب، مما يجعل المريض يعاني من عواقب خطيرة ويتعرض لأذى طبي مباشر.
يمكن أن تظهر الأضرار في شكل التهابات، فقدان أسنان سليمة، إصابة في عظام الفك، مشاكل وظيفية في منطقة الفم، إصابات عصبية وضرر جمالي يمكن أن يؤدي إلى أذى نفسي كبير.
حالات مختلفة من الإهمال الطبي في علاجات الأسنان:
- فشل الطبيب في تشخيص المشاكل في الوقت المناسب، واكتشافها فقط في وقت لاحق وبعد فوات الاوان.
قد يؤدي فقدان الوقت مثلا إلى تفاقم أورام في منطقة الفم، ومشاكل في الأسنان تزداد سوءًا مع مرور الوقت، إلخ.
قد يكون العلاج المتأخر أصعب وألمًا اكثر في كثير من الأحيان، وفي بعض الأحيان قد ينتج عنه أضرار صحية لا يمكن إصلاحها.
- تشخيص خاطئ أدى إلى قيام الطبيب بإجراء علاجات غير مناسبة لمشكلة المريض، أو أخطاء في الفحوصات التي أجراها للمريض.
- عدم تشخيص المشكلة وإرسال المريض إلى المنزل دون علاج على الإطلاق، أو علاج غير مناسب.
- عدم الإحالة إلى الفحوصات اللازمة أو الفحوصات المناسبة.
- عدم توضيح الطبيب معنى العلاج والآثار الجانبية وما إلى ذلك.
- استخدام مواد طبية ذات جودة رديئة، مما قد يؤدي إلى التهابات أو عدم تحسين الحالة بل يمكن أن يزيد الأمر سوءًا.
- علاجات أسنان، مثل: حشوات أو علاجات جذور لم تتم بشكل صحيح، أو خلع أسنان بدون ضرورة. هذه الحالات قد تتسبب في مضاعفات وأضرر خطيرة للمريض، مثل التهابات وآلام شديدة وفقدان الأسنان أو إصابات عصبية.
- زراعة أسنان بطريقة خاطئه قد تؤدي إلى أضرار جسيمة، مثل: إصابة في أعصاب الفك، فقدان الإحساس في الفم، وتكون تلوثات والتهابات في تجويف الفم.
- عدم إجراء متابعة طبية ضرورية للتأكد من أن المريض يتعافى بشكل صحيح. في حالة عدم شفاء منطقة العلاج كما ينبغي، يمكن أن تحدث أضرار خطيرة وتأثير على صحة المريض.
- إضرار شكلي/ جمالي نتيجة علاج فاشل يؤثر سلبًا على المظهر الخارجي للمريض، مما يقلل من ثقته بنفسه ويسبب له اضرار نفسية جسيمه.
لماذا من المهم استشارة محامي إهمال طبي في علاجات الأسنان؟
يحق لكل مريض تعرض للإهمال الطبي وفقًا للقانون تقديم دعوى قضائية ضد العالج الذي تسبب له في الأذى.
يسمح القانون بالحصول على تعويض مالي عن الأذى والإهمال الطبي في العلاج الخاص بالأسنان.
لذلك، من الضروري تقديم دعوى إهمال طبي، حيث يجب إثبات أن الطبيب بالفعل قد خالف المعيار المطلوب والمقبول للعلاج، وأن المريض تعرض لأذى مادي و/أو نفسي نتيجة للإهمال الطبي.
كما يجب إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين العلاج المهمل والأضرار التي لحقت بالمريض.
يجب إرفاق للائحة الدعوى صور أشعة الأسنان وتقرير طبي من طبيب متخصص مناسب في مجالات وتخصصات طب الأسنان ذات الصلة بالحالة.
من المهم التأكيد على أنه كما في أي علاج طبي، فإن من واجب طبيب الأسنان إدارة سجلات طبية أولا بأول التي تتعلق بخطة العلاج التي ينوي تنفيذها، والأسباب الذي أدى الى اختيارها، وطريقة العلاج، والتفسيرات و/أو النقاش مع المريض بشأن التشخيص و/أو التشخيص البديل ووسائل العلاج المتاحه، بما في ذلك احتمالات النجاح والمخاطر وتفضيلات المريض. كما يجب توثيق كيفية سير العلاج في حين تنفيذه، وكذلك استدعاء للمراجعات والمتابعات ما بعد العلاج المقدم.
هذه السجلات الطبية يمكن الحصول عليها بواسطه المحامي المختص من طبيب الأسنان أو من عيادة الأسنان، سواء كانت تابعة لإحدى صناديق المرضى التي تقدم خدمات علاج الأسنان للجمهور، أو كانت عيادة أسنان خاصة. ستشكل هذه السجلات الطبية أساس في التحقق والقرار حول ما إذا كان هناك سبب لتقديم دعوى لإهمال طبي في علاج الأسنان.